وعميد ملل التثليث وعبدة الأصنام لما أَنِس من تلقاء جانبنا نار العزم تلتهب منا التهاباً، وبحر الاحتفال تضطرب أمواجه الزاخرة بكل عَدَد وعُدّة اضطراباً، وهم منا قد همَّت بتجديد الأسطول، والاستكثار من المراكب المتكفلة للجهاد إن شاء الله بقضاء كل دين ممطول، وعَلِم أن الحديث إليه يُساق، وإلى أرضه بالخسف والتدمير بحول الله يهفو كلّ لواء خفّاق رام خذله الله مكافاتنا على ذلك، بما أمّل أن يفُتَّ به في عضدنا الأقوى وعزمنا الذي بعناية الله يزداد ويقوى فرمى بمخذول من أبناء أخينا عبد الله كان رُبِّيَ لديه، وطوَّحت به الطوائح منذ ثمانية عشر عاماً، إليه، إلى مَلِيلِيةَ إحدى الثغور المصاقبة لغرب مالكنا الشريفة التي هي إلى كفالة ولدنا وولي عهدنا، كافل الأمة من بعدنا، الأمير الأجل الأرضى، صارم العزم المنتضى، وحسام الدين الأمضى، أبي عبد الله محمد الشيخ المأمون بالله وصل الله لراياته التأييد والظهور، والعز الذي يستخدم الأيام والدهور، فالتف عليه من اغتر بأباطيله الواهية البناء، من أوباش العامة والغوغاء، ومن قضي له من أجناد تلك الناحية بالشقاء جموع تُكاثر الرمل، وتفوت الحصا والنمل، لاح بها للشقي خُلَّبُ بارق أكذبته أمنيته إذ صدقته منيته، فصمم نحوه ولدنا أعزه الله بجنود الله التي إليه، وبعساكر تلك الممالك التي ألقينا زمام تدبيرها بين يديه فما راع الشقي إلا انقضاضه عليه من الجو انقضاض الأجدل، وتصميمه إليه بعزائم تدك الطود وتفلق الصخر والجندل فاستولى عليه بحمد الله للحين، وعلى جنوده الأشقياء في يوم أغر محجل وساعة أنزل الله فيها على الخوارج المارقين،