وينسبان أيضاً لبهلول يقولهما لبعض الخلفاء العباسيين وقد لقيه في بعض الطرق. ويروى البيت الأخير:
ألست تصير في لحد ويحثو. . . عليك الترب، هذا ثم هذا؟
ورأيت في كتاب ابن ظفر آن هشام بن المغيرة كان بينه وبين العاصي ابن وائل نبوة وكان أبو جهل بن هشام حديث السن معجباً بنفسه حديداً فمر بالعاصي بن وائل وهو في نادي قومه وابنه عمرو بن العاص بين يديه وهو طفل فقال أبو جهل كلاماً يتهدده به فلم يجبه العاصي بشيء فقال عمرو لأبيه: مالك لا تجيبه؟ قال أقول ماذا؟ قال تقول إذا كنت يومك ذا عاجزاً مهيناً فأنت غداً أعجز، ولو كنت تعول ألهاك عن وعيدك ذا ما به تنبز، فاستطير العاصي سروراً وقال أنت ابني حقاً وكان قبل ذلك يفضل غيره من ولده عليه.
قلت: والحكايات والأشعار التي وقعت فيها كان ماذا ويكون ماذا ونحو ذلك كثيرة وإنما أعود إلى إيرادها، لعلمي أنه متمادٍ على إنكاره وإنما احتاج إلى القول بالجواز في تقييده على الوجوه التي ذكر للضرورة، وما زال عن قوله إن ذلك لحن ولا يزول أبداً.