رداء مرطه، ويعض سالفاً له أخرجه من قرطه فاستحسنه وقال في الأوان:
قد عض سالف شعره من بعد أن. . . أبداه من قرط تحير ناظره
خيط الظلام من الهلال بدا على. . . قمر وفي وسط الثريا آخره
فاستحيى الفتي وأطلق دلاله، فكاد أن يفارق هلاله، فقال أيضاً وما توان:
وكأن سالف شعره في قرظه. . . أفعى تطل من الهلال براس
ويردها نشر الشعاع بخده. . . لما بدا كالشمس والنبراس
ثم قال كأنكم أضمرتم غيبة، وخالجت قلوبكم ريبة باختياري الذكران على النسوان، كلا والذي حف الجنة بالمكاره والنار بالشهوات، ما دنست وجه علمي بما ليس لي بموات، ولكن طبعني على حب الحسان سوان، فما لاح ذو جمال، إلا استدعاني واستمال، ولو إني وطوان وقد علقت بالنساء والولدان غير ما مرة، وذقت من الهوى حلوه ومره، ثمرات مختلفات الألوان، وغاية الأمر إن ظفرت أن أطرب وأمرح، وفي رياض المحاسن أسرح ولا أغوى للشيطان أن أغوان:
إذا ما ظفرت بوصل حبيب. . . وزار على غفلة للرقيب
تعقفت عنه ولا مانع. . . سوى إن ربي علي رقيب
فقلنا يا تجرب حب الولدان والنساء (فهو به في كل حكم وائتساء) إيما أفضل حب المرد أم الغوان، فأنشد، وأرشد، لفضيلة النسوان.