فقال وقد ابتسم، إلى كم قلبه اقتسم، فقال مالي به دراية، ولم اسمع فيه رواية، وإن كشفت الغطاء عن المبهم، فلك أجر من علم وفهم، «قال لقد أوتيت سؤالك، ولكن الشرط أملك، فإنه قسمه إلى واحد وثلاثين، كما هو مقرر في دواوين، وأن أحببت شقيقه، على الحقيقة، فاسمع مني، واحفظ عني:
قضيت ثلثي ليل هجرك باكياً. . . حتى غدا (المجهول) ناراً في جبل
وأبدت ثلثي ما تبقى منه في. . . علي، أو أنه كان تنفعني لعل
وقصرت ثلثي ذلك الباقي على. . . نظري لشبهك في السماء وقد كمل
والثلث وهو الواحد الباقي بدا. . . فيه شقيقك قلت سبحان الأجل
وإن اتقنت باب الجبر والمقابلة، يلح لك وجه الحق في مقابلة، ولما آذنت الشمس بالغروب، مال أبو سلامة للهروب، فودعناه وداع كاره لغيبته، وانصرف تلميذه معه وهو تمام بغيته.