الحالية (١) الفائقة، المعارضة بها قصيدته، المنتسخة بها فريدته، لذهب عرضاً وطولاً، ثم اعتقد لك اليد الطولي، وأقر فارتفع النزاع، وذهبت له تلك العلامات والأطماع، ونسي كلمته اللؤلؤية، ورجع عن دعواه الأدبية، واستغفر ربه من الألهية.
بني، وهذا من ذلك، ومن الجري في تلك المسالك، والتبسط في تلك المآخذ والمتارك، أينزع غيري هذا المنزع أم المرء بنفسه وابنه مولع، حياً الله الأدب وبنيه وأعاد علينا من أيامه وسنيه، ما أعلى منازعه، وأكبر منازعه، وأجل مآخذه، وأجهل تاركه وأعلم آخذه، وأرق طباعه، وأحق أشياعه وأتباعه، وأبعد طريقه، وأسعد فريقه، وأقوم نهجه، وأوثق نسجه، وأفصح عكاظه، وأصدق معانيه وألفاظه، وأحمد نظامه ونثاره، وأغنى شعارة ودثاره، فعانبه مطرود، وعاتبة مصفود، وجاهله محصود، وعالمه محسود، غير أن الإحسان فيه قليل، ولطريق الإصابة فيه علم ودليل، من ظفر بها وصل، وعلى الغاية القصوى منه حصل، ومن نكب عن الطريق، لم يعد من ذلك الفريق، فليهنك أيها الابن الذكي، البر الزكي، الحبيب الحفي، الصفي الوفي، إنك حامل رايته، وواصل غايته، ليس أولوه وآخروه لك بمنكرين، ولا تجد أكثرهم شاكرين، ولولا أن يطول الكتاب،