للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على حرب الثائر أبي محلي) (١) وإنقاذ مراكش من يده فكان بعد ذلك يراسله وينصحه. وكان زيدان يتحمل من ذلك أمراً عظيماً، ويداريه أشد المداراة. وهذه المناظرة تعطينا صورة من الصراع العنيف الذي كان يدور بينهما، وهو صراع بين الأفكار المجردة والواقع السياسي الذي لا يعدم من الحجج ما يناهض به تلك الأفكار، ولئن مثلت المناظرة في شخصية الشيخ المذكور معارضة سياسية جريئة فإنها تمثل في شخصية زيدان حكومة متبصرة عظيمة الثقة بنفسها.

(قال الشيخ) في خطابه لزيدان بعد الافتتاح (٢).

وبعد فالباعث به إليكم أمور ثلاثة مدارها على قوله - صلى الله عليه وسلم - الدين النصيحة. قيل لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولخاصة المسلمين وعامتهم، الأول بيان سبب الركون إليكم، الثاني ذكر الحامل على دفع مناونكم، الثالث ملازمة النصح لكم والضجر مما يصدر من أعوانكم للرعية،

أما الأمر الأول فله أسباب كثيرة منها مراعاة الجناب النبوي


(١) هو الفقيه الشيخ أحمد بن عبدالله السجلماسي المعروف بأبي محلي كان أولاً ينتحل طريق التصوف ثم تصدي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وثار على السلطة واستولى على سجلماسة وذرعة ومراكش ثم ظفر به زيدان بمعاونة الشيخ يحيى بن عبدالله هذا.
(٢) تصرفنا في هذه المناظرة ببعض الحذف والإيصال من غير إخلال بشكلها ولا بمضمونها، وذلك رغبة في الاختصار والوضوح.

<<  <  ج: ص:  >  >>