الكريم في أهل بيته. ورضي الله عن أبي بكر الصديق القائل: أرقبوا محمداً في أهل بيته، والقائل: لقرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب إلي أن أصل من قرابتي.
وأما الأمر الثاني فلما جرى به القدر من تغلب ذلك الإنسان المسلط على الرقاب والحريم والأموال، وإدخاله بتأويلاته البعيدة عن الصواب ما ليس في المذهب حتى تعدى ضروب الولاة إلى سائر الرعية فاضلها ومفضولها، ومد ذلك يد الوعيد المؤكد بالأمان إلينا في الأنفس والأموال.
وأما الأمر الثالث فهو مما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع. أما الكتاب فسورة العصر قائمة البرهان في كل أوان وعصر، وقد قال تعالى في قضية كليمه رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيراً للمجرمين، وقال جل من قائل: وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان. وأما الستة فقوله - صلى الله عليه وسلم - من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يقدر فبلسانه فإن لم يقدر فبقلبه وذلك أضعف الإيمان، وقد كنا مقتصرين على التغيير باللسان والعلم بكون التغيير العملي إليكم، حتى جذبتمونا إليه ودللتمونا بارتكاب أصعب مرام عليه، وقوله من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة الله. قال العلامة المواق: من أعان على عزل أمير وتولية