للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أول تقريظ]

كان أول تقريظ للنبوغ المغربي هو ما كتبه صديقنا العلامة الأديب السيد الحاج محمد بن اليمني الناصري حين اطلع عليه وهو يطبع بتطوان. فنحن اعتزازا بصداقة هذا الأخ الكريم واعتدادا برأيه الجميل في الكتاب نسجل تقريظه هنا في المقدمة وفاء وذكرى. ونصه:

كل من درس تاريخ الأدب العربي في المغرب الأقصى عموما فإنه لا بد أن يخرج بنتيجة طيبة تقضي بأن منبت المغاربة طيب يخرج نباته بإذن ربه، بل يشهد لأهله الأباة الأحرار بالنبوغ الفطري، والتفوق الفكري، والذكاء النادر، والذهن الحاضر.

ومن كابر في ذلك ليستعرض أمامه ما تدفقت به يراعة صديقنا الأستاذ الأكبر، الذي أعظم التاريخ عمله وأكبر، المرشد المهذب، والناصح المشذب، ذي الأعمال الجليلة والخلق السني، أب محمد سيدي عبد الله الكينوني الحسني، لا يزال يرتع في بحبوحة العيش الهني، في هذه الصفحات البيض التي بيض بها وجه وطنه، واستخدم في استخراج دفائنها فائق مواهبه وفطنه، فسد بها في الأدب العربي أكبر ثلمه، وسجل بها في سجل الخلود نبله وعلمه، بيض الله وجهه يوم تبيض وجوه، واتتاه في نفسه وسعبه ما يؤمله ويرجوه، على أكمل الوجوه.

أيها الصديق العزيز:

لقد فقت بهذا العمل الجليل شيوخك وأقرانك حتى برزت في الميدان على الشيخ والكهول والشبان، فكنت لهم في هذا البحر الخضم أعظم ربان، إذ مثلت النهضة المغربية فكريا وأدبيا وسياسيا في الإبان، فاستحققت أن يرفع ذكرك، ويحلق بأفكارنا فكرك، فنقول:

<<  <  ج: ص:  >  >>