للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من رحمتك، مع كثرة سؤالنا لك واغفر لنا إنك على كل شيء قدير، يا شديد البطش، يا جبار يا قهار، يا حكيم نعوذ بك من شر ما خلقت، ونعوذ بك من ظلمة ما أبدعت، ونعوذ بك من كيد النفوس فيما قدرت وأردت، ونعوذ بك من شر الحساد على ما أنعمت، ونسألك عز الدنيا والآخرة كما سألكه نبيك سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، عز الدنيا بالإيمان والمعرفة، وعز الآخرة باللقاء والمشاهدة، إنك سميع قريب مجيب.

اللهم إني أقدم إليك بين يدي كل نفس ولمحة وطرفة يطرف بها أهل السماوات وأهل الأرض، وكل شيء هو في علمك كائن أو قد كان أقدم إليك بين يدي ذلك كله (الله لا اله إلا هو، الحي القيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم، له ما في السماوات وما في الأرض، من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض، ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم) أقسمت عليك ببسط يديك، وكرم وجهك، ونور عينيك، وكمال أعيتك، أن تعطينا خير ما نفت به مشيئتك، وتعلقت به قدرتك، وأحاط به علمك وأكفنا شر ما هو ضد لذلك، وأكمل لنا ديننا وأتم علينا نعمتك، وهب لنا حكمة الحكمة البالغة مع الحياة الطيبة، والموتة الحسنة، وتول قبض أرواحنا بيدك، وحل بيننا وبين غيرك، في البرزخ (١) وما قبله


(١) هو لغة الحاجز بين الشيئين وهنا مكان استقرار الأرواح من الموت إلى البعث.

<<  <  ج: ص:  >  >>