فأجاب بأنه قال: هو لا يقدر أن يقول مثل قولي في وصف الرقاقة:
إن أنس، لا أنس خبازاً مررت به. . . يدحو الرقاقة وشك اللمح بالبصر
ما بين رؤيتها في كفه كرة. . . وبين رؤيتها قوراء كالقمر
إلا بمقدار ما تنداح دائرة. . . في صفحة الماء يرمى فيه بالحجر
وقال كل منا يصف أواني بيته، ورب البيت أدرى بما فيه، وأهل مكة أدرى بشعابها، والصيرفي أعرف بنقد الدينار وقضية الخضر والكليم صلوات الله على نبينا وعليهما السلام فيها كفاية لمن يعتبر. . فأخبرنا كيف تحب أن نسلك مع الناس في الغرب، فإن كنت تحب أن نسلك فيهم مسلك مولاي عبد الله (١) فالزمان غير الزمان والأسعار قد ارتفعت وبلغت النهاية والله تعالى قد بعث أنبياءه وأنزل كتبه بحسب ما يقتضيه الزمان وهذا يعرفه من خالط الشرائع والكتب المنزلة وأخذ العلم من أفواه الرجال وأدبته مجالس العلم.
ونحن نلخص لكم الكلام على بعض ما أورد الناس في الخراج.
أما ما بنوا عليه فرضه في صدر الإسلام والدول العظام فلا نطيل بذكره لشهرته وأما في المغرب خصوصاً فأول من فرضه عبد المؤمن بن
(١) هو عم زيدان ويعرف بالغالب وكانت أيامه في غاية الرخاء.