عظيم ما عنده ونعيم ما لديه، وجعل الإنذار والإعذار من فصوله المستوعبة، وأحكامه المرتبة، ومنتجاته المخلصة من الخطوب المليكة والأحوال المعطبة - رأينا أن نخاطبكم بكتابنا هذا أخذاً بأمر الله تعالى لرسوله في المضاء إلى سبيله، والتحريض على اغتنام النجاء وتحصيله، وإقامة الحجة في تبليغ القول وتفصيله، فأجيبوا - رفعكم الله - داعي الله تسعدوا، وتمسكوا بأمر المهدي - رضي الله عنه - في اتباع سبيله تهتدوا، واصرفوا أعنة العناية إلى النظر في المال والتفكر في نواشئ التغير والزوال، وتدبروا جري هذه الأمور وتصف هذه الأحوال، وأعلموا أنه لا عزة إلا باعزاز الله تعالى فهو ذو العزة والجلال، ولا يغرنكم بالله الغرور، فالدنيا دار الغرور، وسوق المحال، وليس لكم في قبول النصيحة، وابتداء التوبة الصحيحة، والعمل بثبوت الأمان في هذه العاجلة الفسيحة، إلا ما تحبونه في ذات الله تعالى من الأمنة والدعة، والكرامة المسيعة والمكانة المربعة، والتنعم بنعيم الراحة المتصلة والنفس الممتعة، فنحن لا نريد لكم ولسائر من نرجو إنابته، ونستدعي قبوله وإجابته، إلا الصلاح الأعم، والنجاح الأتم، وتأملوا سددكم الله من كان بتلك الجزيرة حرسها الله من أعيانها وزعماء شأنها، هل تخلص منهم إلى ما يوده، وفاز بما يدخره ويعده، إلا من تمسك بهذه العروة الوثقى، وأستبقى لنفسه من هذا الخير الأدوم الأبقى وتنعم بما لقي من هذا النعيم المقيم ويلقى، وأما من أخلد إلى الأرض واتبع هواه، ورغب بنفسه عن هذا الأمر