للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنا كتبنا إليكم كتب الله لكم سعداً سافراً، وعزماً ظافراً، من حضرتنا العلية بالمدينة البيضاء (١) كلأها الله تعالى وحرسها ونعم الله سبحانه لدينا واكفة السجال، وولاؤه جل جلاله سابغ الأذيال، وخلافته التي ترعى بعين البر جوانبها، ونقتفي في كل منقبة كريمة يسيرها الحميدة ومذاهبها، وإلى هذا وصل سعدكم، ووالى عضدكم، وكتابنا هذا يقرر لكم من ودادنا ما شاع وذاع، ويؤكد من إخلاصنا إليكم ما تتحدث به السمار فتوعيه جميع الأسماع، وقد كان انتهى إلينا حركة عدو الله وعدو الإسلام، الباغي بالإجتراء على عباده سبحانه بالبؤس والانتقام الآخذ فيهم بالعيث والفساد، الساعي بجهده في تهديم الحصون وتخريب البلاد، وتعرفنا أنه كان يعلق أمله الخائب بالوصول إلى أطراف بلادكم المصرية، وانتهاز الفرصة على حين غفلة من خلافتكم العلية، والحمد لله الذي كفى بفضله شره، ودفع نقمته وضره، وانصرف ناكصاً على عقبه، خائباً من نيل إربه، ولقد كنا حين سمعنا بسوء رأيه الذي غلبه الله عليه، وما أضمر لخلق الله من الشر الذي يجد في أخراه ظلامه يسعى بين يديه عزمنا على أن نمدكم من عساكرنا المظفرة بما يضيق عنه الفضاء ونجهز لجهتكم من أساطيلنا المنصورة ما يحمد في إمداده المناصرة ويرتضى، فالحمد لله على أن كفى المؤمنين القتال، وأذهب عنهم الأوجال، ويسّر


(١) هي فاس الجديد.

<<  <  ج: ص:  >  >>