للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحرمت من فريضة الفضيلة عولها (١)، وعهدي بها والزمان زمان، وأحكامها الماضية أماني مقضية وأمان، تتوارد آلافها، ويجمع إجماعها وخلافها، ويساعدها من الألفاظ كل سهل ممتنع، مفترق مجتمع، مستأنس غريب، بعيد الغور قريب، فاضح الحلي، واضح العلا، وضاح الغرة والجبين، رافع عمود الصبح المبين، أيد من الفصاحة بأياد، فلم يحفل بصاحبي طييء وإياد، وكسي نصاعة البلاغة، فلم يعبأ بهمام وابن المراغة، شفاء المحزون، وعلم السر المخزون، ما بين منثوره والموزون.

والآن لا ملهج ولا مبهج، ولا مرشد ولا منهج، عكست القضايا فلم تنتج، فتبلد القلب الذكي، ولم يرشح القلم الزكي وعم الإفحام، وغم الأحجام، وتمكن الإكداء والإجبال، وكورت الشمس وسيرت الجبال، وعلت سآمة، وغلبت ندامة، وارتفعت ملامة، وقامت لنوعي الأدب قيامة، حتى إذا ورد ذلك المهرق، وفرع غصنه المورق، تعنى به الحمام الأورق، وأحاط بعداد عداته القصص والشرق، وأمن من الغصب والسرق، وأقبل الأمن وذهب لإقباله الفرق، نفخ في صور أهل المنظوم والمنثور، بعث ما في القبور، وحصل ما في الصدور، وتراءت للأدب صور، ومرت للبلاغة


(١) العول في الميراث زيادة السهام على الفريضة فيدخل عليها النقصان بحسب تلك الزيادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>