للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودامت أقلامه مشروعة لصرام الأجل المنسأ معدة لتحليل هذا الصنف المنشأ، من الصلصال والحمأ، فين ميت يغسل وآخر يقبر، ومن أجل يطوى وكفن ينشر. . . فكلما خربت ساحة، نشأت في الحانوت راحة، وكلما قامت في شعب مناحة، اتسعت للرزق مساحة، فيباكر سيدي الحانوت وقد احتسى مرقته وأسبل عنفقته، . . . فيلحظ هذا برفق، وينظر إلى هذا شزراً، ويأمر بشق الجيوب تارة والبحث عن المناطق أخرى، ثم يأخذ القلم أخذاً رفيقاً، ويقول وقد خامره السرور: رحم الله فلاناً لقد كان لنا صديقاً، وربما وأراه بالإزعاج الحثيث، وقال مستريح كما جاء في الحديث (١)، وتختلف عند ذلك المراتب وتتبين الأصدقاء والأجانب، فينصرف هذا وحظه التهديد، والنظر الحديد، ثم يغشى دار الميت، ويسأل عن الكيت والكيت، ويقول علي بما في البيت، أين رعاء الثاغية والراغية، أين عتود الأملاك بالبادية، وقد كانت لهذا الرجل حال وأي حال، وذكر في الأسماء الخمسة فقيل ذو مال، وعيون الأعوان ترنو من خلل، وأعناقهم تشرئب إلى ما خلف الكلل، وأرجلهم تدب إلى الأسفاط دبيب الصقر إلى الحجل، والموتى قد وجبت منهم الجنوب، وحضر الموروث والمكسوب، وقيد المطعوم والمشروب، وعدت الصحاح، ووزن بالأرطال، وكُيل بالأقداح،


(١) يشير إلى حديث مستريح ومستراح منه وقد ورد في موت المؤمن والفاجر.

<<  <  ج: ص:  >  >>