فلم أله باللاهوت عن حكم مظهري. . . ولم أنس بالناسوت موضع حكمتي
فقال: يقول ما أنا بالحلاج ولا يبلعام.
وكان ابن شاطر هذا من صحب أبا زيد الهزميري وابن البناء ورزق بمخالطة الأولياء حلاوة القبول فلا تكاد تجد من يستثقله وربما سئل عن نفسه فيقول ولي مفسود.
وأعطاه السلطان أبو عنان المريني ألف دينار ليحج بها فمر على تلمسان فصار يدفع منها شيئاً فشيئاً للمتفرجين بغدير الوريط شرقي عباد إلى أن نفدت فلما ورد أبو عنان تلمسان لقيه بسوق العطارين من منشر الجلد فقال له أبو عبد الله حج مبرور فقال له إذا جهلت أصل المال فانظر مصارفه ويأبى الله إلا أن ينفق الخبيث في مثله فضحك السلطان.
ودخل الأبلي وهو عالم تلمسان على تلميذه أبي القاسم الفخار السلوي وهو يعجن طين الفخارة فقال له ما علامة قبول هذه المادة أكمل صورة ترد عليها فقال أن تدفع عن نفسها ما هو من غير جنسها من حجر أو زبل أو غيره فأدركه وجد عظيم حتى أنه صاح وقام وقعد وبقي هنيئة مطرقة برأسه مفكراً ثم قال هكذا هي النفوس البشرية.