وقال أبو جعفر: دخلت على عبد المؤمن وهو في بستان له قد أينعت ثماره، وتفتحت أزهاره، وتجاوبت على أغصانها أطياره، وتكامل من كل جهة حسنه وهو قاعد في قبة مشرفة على البستان، فسلمت وجلست وجعلت أنظر يمنة ويسرة متعجباً مما أرى من حسن ذلك البستان فقال لي: يا أبا جعفر أراك كثير النظر إلى هذا البستان قلت: يطيل الله بقاء أمير المؤمنين والله إن هذا منظر حسن فقال يا أبا جعفر المنظر الحسن هذا؟ قلت نعم فسكت عني فلما كان بعد يومين أو ثلاثة أمر بعرض العسكر آخذي أسلحتهم وجلس في مكان مطل وجعلت العسكر تمر عليه قبيلة بعد قبيلة وكتيبة إثر كتيبة لا تمر كتيبة إلا والتي بعدها أحسن منها جودة سلاح وفراهة خيل وظهور قوة فلما رأى ذلك التفت إلي وقال يا أبا جعفر هذا هو المنظر الحسن لا ثمارك وأشجارك.