والكرامة، فقال له المنصور: أتقول في كافر يحمل على البر والكرامة؟ قال ابن عياش ففكرت ساعة وقد علمت أن الاعتراض يلزمني. فقلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه، وهذا عام في الكافر وغيره، فقال نعم هذه الكرامة فالمبرة من أين أخذتها، قال: فسكت ولم أجد جواباً قال فقرأ المنصور: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين فسررت بذلك وشكرته.
وروى ابن رشيد الفهري عن شيخه أبي بكر بن حبيش قال: أخبرني أبو بكر بن محرز قال كان شيخنا أبو عبد الله الحجري بقي لم يشهد الجمعة نحو أربعين سنة يمنعه من ذلك عذر كما منع مالك بن أنس رضي الله عنه وكان الناس يقولون إنما يتركها لمكان ذكر الموحدين فيها، فكان ذلك يبلغ أمير المؤمنين المنصور فيغضي عنه ويقول لعل له عذراً.
ويحكى أن الشاعر المجيد أبا بكر بن مجبر أنشد يوسف بن عبد المؤمن قصيدة يهنئه فيها بفتح منها:
إن خير الفتوح ما جاء عفواً. . . مثلاً يخطب الخطيب ارتجالاً