للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن وخير الأمور أوساطها وقوله: أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما وقوله: الظلم ظلمات يوم القيامة وقوله في بعض دعائه: اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي وتجمع بها أمري وتلم بها شعثي وتصلح بها غائبي وترفع بها شاهدي وتزكي بها عملي وتلهمني بها رشدي وترد بها ألفتي وتعصمني بها من كل سوء أللهم إني أسألك الفوز في القضاء ونزل الشهداء وعيش السعداء والنصر على الأعداء.

إلى ما روته الكافة عن الكافة من مقامات ومحاضراته وخطبه وأدعيته ومخاطباته وعهوده مما لا خلاف أنه نزل من ذلك مرتبة لا يقاس بها غيره وحاز فيها سبقاً لا يقدر قدره. وقد جمعت من كلماته التي لم يسبق إليها ولا قدر أحد أن يفرغ في قالبه عليها كقوله حمي الوطيس ومات حتف أنفه ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين والسعيد من وعظ بغيره في أخواتها، ما يدرك الناظر العجب في مضمنها ويذهب به الفكر في أذاني حكمها وقد قال له أصحابه ما رأينا الذي هو أفصح منك فقال: وما يمنعني وإنما أنزل القرآن بلساني لسان عربي مبين. وقال مرة أخرى: أنا أفصح العرب بيد أني من قريش ونشأت في بني سعد فجمع له بذلك صلى الله عليه وسلم قوة عارضة البادية وجزالتها ونصاعة ألفاظ

<<  <  ج: ص:  >  >>