للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو وقف أمرنا على هذا لكان قريباً لأنه إذا تقرر عندنا أن هذا كذب وتزكية يرجى لأحدنا التوبة والإقلاع ولكن زدنا على ذلك الأمر المخوف وهو أنا نرى أن ذلك جائز أو مندوب إليه بحسب ما سولت لنا انفسنا من أن الناس إذا خوطبوا بغير هذه الأسماء تشوشوا من أجل ذلك وتولدت الشحناء والبغضاء فوضعنا لهم التزكية الخالصة حتى لا يتشوشوا ولا تتولد البغضاء ولا العداوة. لا جرم أن العداوة والبغضاء والشحناء قد كنت عند بعضهم وحصل منها أوفر نصيب كل ذلك بسبب هذه البدعة فبقيت البواطن متنافرة مع الأذهان في الظاهر فأدت هذه البدعة إلى الأمر المخوف لأن صفة المنافق أن يكون باطنه ومعتقده خلاف ظاهره نعوذ بالله من ذلك.

ولو كانت هذه الأسماء تجوز لما كان أحد أولى بها من أصحاب رسول الله لي - صلى الله عليه وسلم - إذ أنهم شموس الهدى وأنوار الظلم وهم أنصار الدين حقاً كما نطق به القرآن والخير كله في الاتباع لهم في الاعتقاد والقول والعمل. ألا ترى إلى النبي صلى الله عليه وسلم لما أن دخل بزينب أم المؤمنين رضي الله عنها قال لها ما اسمك قالت برة، فكرة ذلك الاسم وقال لا تزكوا أنفسكم لما فيه من اشتقاق اسم البر ومعلوم بالضرورة أنها ما اختيرت السيد الأولين والأخرين ألا وهي من البر بحيث المنتهى لكنه عليه الصلاة والسلام كرة ذلك الاسم وان كان حقيقة لما فيه من التركية فجدد اسمها زينب وكذلك فعله عليه الصلاة والسلام مع جويرية أم

<<  <  ج: ص:  >  >>