للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت أو جلت إلا منه. الثالث إقامة رسم الشريعة بلزوم الأسباب من غير استناد ولا اعتماد، بل كما قال ابن عطاء الله: لا بد من الأسباب وجوداً والغيبة عنها شهوداً فأثبتها من حيث أثبتها الحق بحكمته ولا تستند إليها لعلمك بأحديته. الرابع الخروج من الكلف بأن تكلف ولا تتكلف وإن جرى لك شيء من ذلك فلا تعدله ودع الخلق وما دفعوا إليه فمراد الحق ما هم عليه. الخامس أن لا تعمل عملاً إلا بقصد ونية فكل عمل لا تصحبك فيه نية ولا قصد صالح فلا تقر به فإنه لا فائدة فيه.

وبعد هذه الخمس خمس لا بد لك منها، مجاملة الخلق، ومحاسنتهم في الأمور والحذر منهم في عين حسن الظن بهم، وموافقتهم في كل أمر لا يخالف الشرع ولا يضر بالدنيا ولا ينقص العقل، وإتباع العلم في كل ورد وصدر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: العلم إمام العمل والعمل تابعه. وقال صلى الله عليه وسلم: لمن استوصاه اتق الله حيث كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن فين ثم قال الشيوخ: الإنسان مبتلى بنفسه والوقوع في المعصية لا يقضي بعدم الاستدراك، فالواجب على المريد أن لا يعزم على محذور ولا يفرط في مأمور فإن وقع فليبادر المعصية بالتوبة والنقيصة بالإنابة. والفرق بين المعصية والنقيصة أن المعصية ما فيه إثم كالزنى والنقيصة ما فيه عيب كالطمع.

<<  <  ج: ص:  >  >>