للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكأنه فرض عليه موقت. . . ووجوبه متعلق بوجوبها (١)

وعلى سماء الياسمين كواكب. . . أبدت ذكاء العجز عن تغييبها

زهر توقت ليلاً ونهارها. . . وتفوت شأو خسوفها وغروبها

فضلت على يسر النجوم بأسرها. . . وسروها في الخلفتين وطيبها

فتأرجت أرجاؤها بهوبها. . . وتعانقت أزهارها بنكوبها

وتصوبت فيها فروع جداول. . . تتصاعد الأبصار في تصويبها

تطفو وترسب في أصول ثمارها. . . والحسن بين طفوها ورسوبها

فكأنما هي موجسات أساود. . . تنساب من أنقابها للصوبها (٢)

بادر كؤوس الأنس في حافاتها. . . وأجعل سديد القول من مشروبها

فحديث إخوان الصفاء لذاذة. . . تجنى ويؤمن من جناية حوبها

وأركض إلى اللذات في ميدانها. . . وأسبق لسد ثغورها ودروبها

أعريت خيلك صيفها وخريفها. . . وشتاءها، هذا أوان ركوبها

أو ما ترى الأزهار ما من زهرة. . . إلا وقد ركبت فقار قضيبها

والطير قد خفقت على أفنانها. . . تلقي فنون الشدو في أسلوبها

تشدو وتهتز الغصون كأنما. . . حركاتها رقص على تطريبها


(١) أي وجوب ذلك الفرض عليه مرتبط بوجوب الشمس يعني غروبها.
(٢) جمع لصب وهو الشق في الجبل ونحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>