للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لك الله من ر كب يرى الأرض خطوة ... إذا زمها بدناً نواعم أبدان

أرحها مطايا قد تمشى بها الهوى. . . تمشي الحميا في مفاصل أبدان

ويمم بها الوادي المقدس بالحمى. . . به الماء صدا والكلا نبت سعدان

وأهد حلول الحجر منه تحية. . . تفاوح عرفا ذا كي الرند والبان

لقد نفحت من شيح يثرب نفحة. . . فهاجت مع الأسحار شوقي وأشجاني

وفتت منها الشرق في الغرب مسكة. . . سحبت بها في أرض دارين أرداني

وأذكرني نجداً وطيب عراره. . . نسيم الصبا من نحو طيبة حياني

أحن إلى تلك المعاهد إنها معاهد راحاتي وروحي وريحاني

وأهفو مع الأشواق للوطن الذي. . . به صح لي أنسي الهني وسلواني

وأصبو إلى أعلام مكة شائقاً. . . إذا لاح برق من شمام وثهلان

أهيل الحمي ديني على الدهر زورة. . . أحث بها شوقاً لكم عزمي الواني

متى يشتفي جفني القريح بنظرة. . . يزج بها في نوركم عين إنساني

ومن لي بأن يدنو رضاكم تعطفاً. . . ودهري عني دائماً عطفه ثان

سقى عهدهم بالخيف عهد (١) تمده. . . سوافح دمع من شؤوني هتان

وأنعم في شط العقيق أراكة. . . بأفيائها ظل المنى والهوى دان

وحيا ربوعاً بين مروة والصفا. . . تحية مشتاق لها الدهر حيران


(١)) أي مطر.

<<  <  ج: ص:  >  >>