وقد وافتكم الخيرات طرا. . . وطاب العيش واصل السرور
حميتم بيضة الإسلام لما. . . بعين الحق قد حرست ثغور
وجاهدتم وقاتلتم فأنتم. . . لدين الله أقمار تنير
وأطلعتم صوارمكم نجوماً. . . لدى هيجاء صاحبها كفور
فأنت البدر يوم السلم حسناً. . . وفي يوم الوغى أسد هصور
وفي ثغر العرائش قد تبدي. . . لقدركم على الشعرى الظهور
لقد كان الملوك فساوموها. . . ورأوها فبان لها نفور
فلما جئتها انقادت وقالت. . . إليك بحق مولانا المصير
ملكت قياد عزتها بذل. . . فما أغنى الحصار ولا العبور
قهرتهم بأبطال ضخام. . . على الهيجاء كلهم جسور
فكم رأس (١) من الكفار أمسي. . . قطيع الرأس مجروراً يخور
وكم نحر قلادته رماح. . . وسن الرمح مر كزه التحور
وكم أسرى وكم قتلى بأرض. . . وكم جرحى دماوهم تفور
تمر بها الطيور فتنتقيها. . . وبات الذئب وهو لها شكور
وأضحى كلهم نشاوى. . . على طرب وما شربت خمور
فبشرا كم بهذا الفتح بشرى. . . وبشرا كم بما من الغفور
(١)) يعني رئيساً كبيراً بمثابة الرأس فيهم.