دار خراب في مكان موحش ... ما بين آثار هناك بلاقع
فقعدت في بيت صغير مظلم ... لا شيء فيه سوي حصير الجامع
فسمعت حساً عن شمالي منكراً ... وتنحنحاً يحكي نقيق ضفادع
فأردت أن أنجو بنفسي هارباً ... ووثبت عند الباب وثبة جازع
فلقيتهن وقد أتين بجذوة ... فرددني وحبسنني بمجامع
ودخلن بي للبيت واستجلسنني ... فجلست كالمقرور يوم زعازع
وأشرن لي نحو السماء وقلن لي ... هذي زويبعة وبنت زوابع
هذي خليلتك التي زوجتها ... فاجلس هنا معها ليوم السابع
وتهنأ النعمى التي خولتها ... فلقد حصلت على رياض يانع (١)
فنظرت نحو خليلتي متأملاً ... فوجدتها محجوبة ببراقع
وأتيتها وأردت نزع خمارها ... فغدت تدافعني بجد وازع
فوجأتها في صدرها ونزعته ... وكشفت هامتها بغيظ صارع
فوجدتها قرعاء تحسب أنها ... مقروعة في رأسها بمقارع
حولاء تنظر قرنها في ساقها ... فتخالها مبهوتة في الشارع
فطساء تحجو أن روثة أنفها ... قطعت فلا شلت يمين القاطع
(١) فيه وصف الرياض وهو جمع بالمفرد وذلك من مجاراة الاصطلاح العامي.