والكون طرس وهذا الخلق أحرفه ... والحرف ما بين ممحو ومبتور
والدهر يعرب والأفعال يظهرها ... طوعاً ويعجم منها كل مسطور
وإنما الخلق أسماء تعاورها ... إعرابه بين مرفوع ومجرور
وكلهم في مدى الأعمار تحسبهم ... كحالها بين ممدود ومقصور
والموت مثل عروضي قطع من ... أبياتهم كل موزون ومكسور
يا من يؤمل أن يبقى وقد نفضت ... أيدي المقادير من إبرام تقدير
هذي الحقيقة لا ما حدثتك به ... آمال نفسك عن دنياك من زور
لا تخدعنك الليالي إن فتنتها ... كادت فكادت ترينا كل محذور
كم باكرت بعبوس الخطب من ملك ... قد كان بالبشر وضاح الأسارير
سائل بكسرى مليك الفرس هل تركت ... له المنايا جناحاً غير مكسور
وأنزل بصنعاء في قصر ابن ذي يزن ... تلمم بقسر على الأغيار مقصور
وأعبر على حيرة النعامن معتبراً ... تعبر بأطلال نعمى ذات تغيير
وأين من كان سجن الجن في يده ... والإنس والجن في قهر وتسخير
وأين مخترق الدنيا بعزمته ... يطوي البلاد معاً طي الطوامير (١)
بادوا فليس بها باد يحس به ... منهم وأفناهم ريب الدهارير
* * *
(١) جمع طومار وهي الصحيفة.