للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن لي بروضات يفوق ضياؤها ... على الشمس حسناً كلما ابتهجت زهرا

وهيهات واد ينبت الرند أيكه ... وهيهات روض يطلع الشمس والبدرا

وعذب فرات تستقيه وقاية ... وتطعمه راحاً وتبصره درا

فهل نفحة تكفيني المسك فائحاً ... وهل شربة تكفيني الشهد مستمراً

وهل طلعة تكفيني البدر طالعاً ... وهل لعة تكفيني الثغر مفترا

وهل وقفة بين الطلول التي قضت ... صروف الليالي في معالمها نذرا

هنالك إخوان الفؤاد وفتية ... هم للحشا خمر فما يطلب الخمرا

نزايلهم لا عن هوى لنواهم ... كما لفطام زايل المرضع الظئرا

وننأى عجالاً عنهم مثلما نأى ... أبو صبية عنهم أذا يمم القبرا

فمنا إليهم صبوة ابن ملوح (١) ... ومنهم شجا الخنساء إذ فارقت صخرا

فما أنزر الصبر الجميل على النوي ... وما أغزر الدمع الطويل وما أجرى

فلولا هوى نجد وطيب نسيمها ... وريح خزاماها إذا ساوق الفجرا

وعذب فرات سلسبيل سخت به ... أكف الغوادي في حدائقها غمرا

ومشمولة صهباء ما قط شابها ... براووقه الحاني ولا حلت القدرا

بها هامت الأرواح من قبل خلقنا ... ومن بعد ما كنا إذ نبلغ الحشرا


(١) يعني قيس بن الملوح صاحب ليلى العامرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>