للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليث هصور ما تغشى حظيرة ... فيسطو إلا أنعم العض والعقرا

غشوم فما يرتاع من بأس خادر ... كمي ولا من حسن ساكنة خدرا

فليس عجيباً ما أتى من عجائب ... ولو أطلع الغبراء واستنزل الخضرا

وليس بنزر ما أباد وما بدا ... ولا بغريب ما أعل وما أبرا

فكم من عظيم يعتلي فوق باذخ ... من المجد أردته صوارمه حدرا (١)

وكم من مليك كان يزهى بثروة ... وعز ولا يألو اعتلاء ولا فخرا

تغشاه بالأرزاء حتى كأنما ... له ترة منه فلم يأله دفرا (٢)

وأفرط في استنفاد ما قد أعده ... وماعد حتى ما استطال وما أثرى

أدار على داراً صريف صروفه ... وأتبعه غلابه الملك الحبرا

فأودع ذاك الترب بعد أسرة ... وأودع هذا بعد بسطته تبرا (٣)

وناوى بني ساسان في غلوانها ... وعزتها العظمى فذللها قسرا

وغادر في تلك المدائن أعيناً ... لعين غدت من ريب أحداثه خزرا

تحلي نحوراً بالمدامع حسرة ... وكانت تعالى أن تحليها شذرا

وصيرها مقصورة بعد بسطة ... ومجد على نشز بطن الثرى قصرا

ومد إلى تلك المقاصير كفه ... فلم يدع البيضاء فيها ولا الصفرا


(١) نزولاً وهبوطاً
(٢) ذلاً.
(٣) هلاكاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>