فقد الإمام أبي الربيع المرتضى ... جزعت لعظم مصابه الثقلان
وبكت عيون الدين ملء جفونها ... وجداً عليه وكل ذي إيمان
لما نعى الناعون خير خليفة ... وعرى الفؤاد طوارق الأحزان
مزقت ثوب تجلدي من فقده ... ونثرت در الدمع من أجفاني
عجباً لموت غاله إذ لم يخف ... فتك الملوك وسطوة السلطان
وسما لمنصبه المنيف ولم يهب ... غضب الجنود وغيرة الأعوان
لو كان يمنع خاض فرسان الوغى ... حرصاً عليه مواقد النيران
وحموه بالنفس النفيسة إنما ... يحمون روح العدل والإحسان
لاكن قضاء الله حم فلا يرى ... للمرء في دفع القضاء يدان
والموت مورد كل حي كأسه ... وسوى المهيمن في الحقيقة فان
إن غاب عنا شخصه فلقد ثوى .... فينا الثناء له بكل لسان
ومناقب ومفاخر ومآثر ... شاعت له في سائر الأوطان
ومعارف وعوارف ورسائل ... ومسائل قد أوضحت ومعان
وبدور أولاد وآل قد قفوا ... آثاره في العلم والعرفان
تخذوا الديانة والصيانة شرعة ... وتقلدوا بصوارم الإيقان
أخلاقهم ووجوههم واكفهم ... كالزهر والأزهار والأمزان
إن حاربوا أبدوا شجاعة جدهم ... أو خاطبوا أزروا على سحبان
من كل من جعل القران سميره ... وسما بوصف العلم والتبيان