للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وصور الإسناد الحقيقي عنده أربعة]

الأولى: صورة تطابق الواقع والاعتقاد كليهما، وذلك كقول المؤمن: (أنبت الله البقل).

والثانية: سورة تطابق الواقع دون الاعتقاد، كقول المعتزلي - لمن لا يعرف حاله- وهو يخفيها عنه (خالق الأفعال كلها هو الله تعالى) والمعتزلي يعتقد أن أفعال العباد مخلوقة لهم.

والثالثة: صورة تطابق الاعتقاد دون الواقع، كقول الجاهل: (شفى الطبيب المريض).

والرابعة: صورة لا تطابق شيئاً منهما، وذلك كالأقوال الكاذبة، مثل: جاء محمد - وهو لم يجيء.

وأما المجاز العقلي: فقد عرفه الخطيب بقوله: (هو إسناد الفعل أو ما في معناه إلى ملابس له غير ما هو له بتأول).

وأنت تلاحظ الفرق بين تعريف الخطيب للحقيقة العقلية، وتعريفه للمجاز العقلي فقد قال هناك: (إلى ما هو له) وقال هنا: (إلى ملابس له غير ما هو له).

فالفعل في الحقيقة العقلية يسند إلى فاعله الحقيق، ولكنه في المجاز العقلي يسند إلى غير فاعله الحقيقي، أي يسند إلى ما يلابس الفعل، أي ما كانت له بالفعل - أي الحدث- ملابسة، أي علاقة، فالملابسة هي العلاقة.

وللفعل علاقات شتى، فله علاقة بالفاعل، لأنه واقع منه، وله علاقة بالمفعول، لأنه واقع عليه، وله علاقة بالمصدر، لأنه أصل الحديث، وله علاقة بالزمان والمكان لوقوعه فيهما، وله علاقة بالسبب، لأنه مسبب عنه.

على أن هذه العلاقات - وإن لم تكن هي كل علاقات المجاز العقلي- إلا أنها أشهر هذه العلاقات.

١ - الفاعلية: وهي: أن يسند الفعل المبني للمفعول إلى الفاعل، وذلك كما في قولك: (ماء مغمور) و (سيل مفعم) فالماء لا يكون مغموراً، وإنما هو غامر، والسيل لا يكون مفعما - بفتح العين- وإنما هو مفعم بكسر العين لأن الماء هو فاعل

<<  <   >  >>