للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تعريف المسند إليه]

وإنما قدموا تعريف المسند إليه على تنكيره، لأن التعريف هو الأصل والتنكير هو الفرع، والأصل مقدم على الفرع.

وإنما كان التعريف - في المسند إليه- هو الأصل، لأنه - كما قالوا- محكوم عليه، والحكم على المجهول ليس مفيداً.

تعريف المسند إليه بإيراده اسماً موصولاً.

وأما تعريفه بإيراده اسماً موصولاً، فإنه يكون لأغراض منها:

١ - ألا يكون المخاطب عنده علم بالأحوال المختصة به سوى الصلة، وذلك كقولك: الذي كان معنا أمس رجل عالم، وذلك إذا لم يكن لمخاطبك عهد به قبل لقائه.

٢ - استهجان التصريح باسم المسند إليه، وذلك كقول الفقهاء: (الذي يخرج من السبيلين ناقض للوضوء).

٣ - تقرير الغرض المسوق له الكلام، وذلك كما تقول لصديق لك: (خانك الذي ائتمنه على أسرارك).

وذلك لأن الغرض المسوق له الكلام هو بيان مدى خيانة هذا الإنسان، فإذا كان قد اؤتمن على الأسرار ووضعت فيه الثقة في عدم إذاعتها ثم أفضى بها كان بذلك قد وصل إلى منتهى الخيانة.

ومن هذا القبيل قول الله تعالى: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ} [يوسف: ٢٣] وذلك لأن الغرض المسوق له الكلام هو: تقرير نزاهة يوسف عليه السلام، والتعبير بالموصول أدل على هذا الغرض مما لو قال: وراودته امرأة العزيز أو زليخا، لأنه كان في بيتها وقد اتته فرصة التمكين من نيل ما طلبت منه، ولكنه - مع ذلك- عف وامتنع، فكان ذلك غاية في نزاهته عليه السلام.

<<  <   >  >>