١٠ - التهويل: ودلالتها عليه من إطلاق اسم المسبب وإرادة السبب؛ لأن الاستفهام عن الشيء ينشأ عن الجهل به؛ والجهل به ينشأ عن كونه هائلاً لا يدرك كنهه فهو إذا مجاز مرسل علاقته السببية؛ ومنه قول الله تعالى -في قراءة الله تعالى -في قراءة ابن عباس- رضي الله عنهما-: {وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (٣٠) مِنْ فِرْعَوْنَ} [الدخان: ٣٠، ٣١] بلفظ الاستفهام؛ وذلك لأن الله تعالى لما وصف العذاب بأنه مهين لشدته وفظاعته شأنه زادهم تهويلاً بقوله:{مِنْ فِرْعَوْنَ} على معنى: هل تعرفون من هو فرعون في فرط عتوه وطغيانه؟ ما ظنكم بعذاب يكون هو المعذب به؟ ثم عرف حاله بقوله:{إِنَّهُ كَانَ عَالِياً مِنْ الْمُسْرِفِينَ}[الدخان: ٣١].
ومنه قول المتنبي:
أيدري الربع أي دمٍ أراقا؟ ... وأي قلوب هذا الركب شاقا؟
١١ - الاستبعاد: ودلالتها عليه كدلالتها على الاستبطاء؛ للقرب بين معنييهما، والفرق بينهما: أن الاستبطاء يتوقع ما يتعلق به بخلاف الاستبعاد.