فقد عبر بالقافية، بقرينة قوله:"قال" لأن المعنى: نظم، والنظم إنما يكون للقصيدة، فلفظ "قافية" مجاز مرسل علاقته الجزئية، لأن القافية جزء من القصيدة.
ومنه قول حافظ إبراهيم وهو يبايع أحمد شوقي على إمارة الشعر:
أمير القوافي اليوم جئت مبايعًا ... وهذى وفود الشرق قد بايعت معي
٦ - الكلية: وذلك كما في قوله تعالى: (وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ)[نوح: ٧] فليس المقصود من الأصابع معناها الحقيقي بقرينة استحالة إدخال الإصبع كلها في الإذن؛ ولكن المقصود هنا هو:"الأنامل" التي هي أطراف الأصابع، فالأصابع مجاز مرسل علاقته الكلية.
٧ - الحالية: كما إذا استعملت الحال وأردت المحل كما في قوله تعالى: (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ)[المطففين: ٣٢] وإذا ليس المقصود بالنعيم معناه الحقيقي وهو المتعة بقرينة الظرفية لأنه لا معنى لأن يحل الإنسان في معنى من المعاني، ولكن المراد هو مكان النعيم، وهو "الجنة"، فإطلاق اسم النعيم على محله مجاز مرسل علاقته الحالية لأن النعيم حال في الجنة.
ومنه قول الشاعر:
ألما على معن وقولاً لغيره ... سقتك الغوادي مربعا بعد مربع
إذ المعنى: ألما على قبر معن، أي: إنزالاً به، فقد أطلق اللفظ وأراد المحل بقرينة قوله:"ألما" لأنه لا معنى لأن يحل إنسان آخر بآخر، فلفظ "معن" مجاز مرسل علاقته الحالية، لأنه حال في القبر.
٨ - المحلية: وذلك كما في قوله تعالى: (فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ)