للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لاستحالة دعاء المكان، ولكن المراد هنا: أهل النادي، أي: أنصاره وعشيرته، فلفظ (نَادِيَهُ) مجاز مرسل علاقته المحلية، لأن النادي محل لأهله، ومنه قوله تعالى: (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ) [يوسف: ٨٢] أي: أهلها، فلفظ القرية مجاز مرسل علاقته المحلية، لأن القرية محل لأهلها، والقرينة هي: استحالة سؤال القرية نفسها.

٩ - الآلية: وذلك كما في قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ) [إبراهيم: ٤] أي: بلغة قومه، فليس المراد باللسان هنا: معناه الحقيقي وهو الجارحة المعروفة، بقرينة استحالة ذلك، وإنما المراد هنا هو: اللغة، ففي "اللسان" مجاز مرسل علاقته الآلية، لأن اللسان آله اللغة.

١٠ - اعتبار ما كان: وذلك كقوله تعالى: (وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا) [النساء: ٢] فليس المراد اليتامى المعنى الحقيقي، بقرينة الأمر بدفع الأموال إليهم، وتمكنيهم منها بالتصرف فيها، وذلك لا يكون إلا بعد البلوغ حتى يحسنوا التصرف فيما يدفع إليهم من أموال آبائهم، فالمراد باليتامى: البالغون منهم، فإطلاق اليتامى على البالغين الراشدين مجاز مرسل علاقته: اعتبار ما كان.

١١ - اعتبار ما يكون: وذلك كما في قوله تعالى: (إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا) [يوسف: ٣٦] فليس المراد من الخمر معناه الحقيقي، بقرينة قوله: (أَعْصِرُ)، لأن الخمر عصير، والعصير لا يعصر، ولكنه يريد عنبًا يئول عصيره إلى خمر، فلفظ "الخمر" مجاز مرسل علاقته: اعتبار ما يكون، أي ما يئول إليه.

١٢ - المجاورة: كما في قول الشاعر:

فشككت بالرمح الأصم ثيابه ... ليس الكريم على القنا بمحرم

يريد: شككت بالرمح جسمه، أي: طعنته، فليس المراد من الثياب معناها الحقيقي بقرينه قوله: "شككت" لأن المراد بالشك هنا: الطعن، وهو إنما يكون في الأجسام لا في الثياب، فالثياب إذن مجاز مرسل علاقته المجاورة التامة.

١٣ - التقييد والإطلاق: وذلك كما في إطلاق "المرسن" على أنف الإنسان، لأن المرسن في الأصل أنف الحيوان، لأن موضع الرسن منه، ثم أطلق عن قيده وأريد منه مطلق الأنف، فصح إطلاقه على أنف الإنسان باعتباره أحد أفراد هذا المطلق، فهو مجاز مرسل علاقته التقييد والإطلاق.

<<  <   >  >>