(أ) أما (ليت): فهي الصيغة الأصلية الموضوعة للتمني؛ وقد تقدمت أمثلتها.
(ب) وأما (هل): فإنها تستعمل حيث يعلم أن المستفهم عنه غير حاصل؛ وأنه غير مطموع في حصوله؛ وذلك لإبراز المتمني في صورة الممكن؛ إظهارًا لشدة الرغبة فيه، وعلى هذا فاستعمالها في التمني مجاز بالاستعارة التبعية، وذلك بأن يشبه مطلق تمن بمطلق استفهام؛ بجامع مطلق الطلب في كل؛ فسرى التشبيه من الكليين إلى الجزئيات؛ ثم استعيرت (هل) الموضوعة للاستفهام الجزئي للتمني ومنه قول الله تعالى: {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا}[الأعراف: ٥٣]؛ أي ليت لنا شفعاء.
(ج) وأما (لو): فإنها تستعمل في التمني؛ لإبراز المتمني في صورة ما لم يوجد إشعارًا بعزته؛ وذلك لأن (لو) -في الأصل- حرف امتناع لامتناع، وعلى هذا فاستعمالها في التمني مجاز بالاستعارة التبعية -كما تقدم في (هل) -، ومنه قولك:(لو تأتيني فتحدثني) بنصب الفعل في جواب التمني؛ وقوله تعالى:{فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ}[الشعراء: ١٠٢] بنصب الفعل -أيضًا- ومنه قول المهلهل بن ربيعة:
فلو نثر المقابر عن كليبٍ ... فيخبر بالذنائب أي زير؟ !
ويتمنى بأحرف التنديم والتحضيض الأربعة؛ وهي:(هلا، وألا، -بقلب الهاء همزة- ولو، ولوما)؛ وإنما سميت أحرف التنديم والتحضيض، لأنها إذا دخلت على الماضي أفادت جعل المخاطب نادمًا على ترك الفعل؛ وإذا دخلت على المضارع أفادت حضه على الفعل وحثه عليه.
فمثال التنديم قولك:(هلا سافرت؟ ) أو (لو ما سافرت؟ ) بمعنى: ليتك سافرت؛ قاصدًا بذلك جعله نادمًا على ترك السفر.
ومثال التحضيض قولك:(هلا تقول الحق؟ ) أو (لو ما تقول الحق؟ ) بمعنى: ليتك تقول الحق؛ قاصدًا بذلك حضه على الحق وحثه عليه.
(د) وأما (لعل): فإنها تستعمل في التمني لإبراز المتمني في صورة الممكن المتوقع حصوله؛ لشدة الرغبة فيه؛ وعلى ذلك فاستعماله في التمني مجاز بالاستعارة التبعية -كما سبق-.