للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وثمة أغراض أخرى تقتضي حذف المفعول، كإخفائه عن السامعين خوفاً عليه، أو التمكن من إنكاره إن مت الحاجة إلى ذلك، أو إبهام صوته عن اللسان أو صون اللسان عنه، وهكذا.

[تقديم المفعول على الفعل]

الأصل في الفعل أن يتقدم على معمولة - سواء كان هذا المعمول مفعولاً، أو جاراً ومجروراً، أو ظرفاً، أو حالاً، وهكذا - وقد يقدم معمول الفعل عليه لأغراض يقصدها البليغ، ومن هذه الأغراض:

١ - إفادة التخصيص: ومعنى التخصيص هنا: هو قصر الفعل على معمولة، بحيث لا يتعداه إلى غيره.

كما في قوله الله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: ٥]، أي: لا نعبد غيرك، ولا نستعين إلا بك.

وكما تقول: (علياً أكرمت) لإفادة الإكرام على "علي".

وكما تقول: (في المسجد صليت) و (تحت الشجرة جلست) و (مبحراً حججت) وهكذا. أي أنك صليت في المسجد لا في غيره، وجلست تحت الشجرة لا تحت غيرها، وحججت متخذاً طريق البحر، لا طريق الجو أو طريق البر.

ب- الاهتمام بأمر المقدم، كما تقول: (الحق عرفت) و (العلم لزمت) (والحياة سئمت).

[جـ- التعجيل بذكر ما يتبرك به أو يتلذذ، أو بذكر ما يسر به أو يساء.]

فمثال الأول: قولك: (محمداً صلى الله عليه وسلم زرت).

ومثال الثاني: قولك: (ليلى رأيت) و (هندا قابلت).

ومثال الثالث: قولك: (نجاحاً لقيت).

ومثال الرابع: (بشر منيت).

وإنما عبروا بالتعجيل - في إفادة هذه المعاني- لأنها تأتي مع التأخير - أيضاً -.

<<  <   >  >>