للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفرق بين إبهام التضاد والتدبيج: هو أن إبهام التضاد يكون بطريق المجاز، أما التدبيج فإنه يكون بطريق الكناية أو التورية.

* * *

[المقابلة]

وهو من الطباق؛ وهي: أن يجمع بين معنيين متوافقين، أو معانٍ متوافقة، ثم بما يقابلها على الترتيب.

فمثال مقابلة اثنين باثنين قول الله تعالى: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا} [التوبة: ٨٢] وقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شأنه" وقول النابغة الذيباني:

فتى فيه ما يسر صديقه ... ... على أن فيه ما يسوء الأعاديا

والمقابلة هنا بين: (يسر صديقه) و (يسوء الأعاديا)

وقول الشاعر:

فواعجبا كيف اتفقنا؟ فناصح ... وفي ومطوى على الغل غادر!

والمقابلة هنا بين (ناصح وفي) وبين (مطوي على الغل غادر).

ومثال مقابلة ثلاثة بثلاثة: قول أبي دلامة:

ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا ... وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل!

والمقابلة هنا بين (أحسن) و (أقبح) وبين (الدين) و (الكفر) وبين (الدنيا) و (الإفلاس).

وقول أبي الطيب المتنبي:

فلا الجود يفني المال والجد مقبل ... ولا البخل يبقى المال والجد مدبر

والجد هو الحظ؛ وقد قابل هنا بين (الجود) و (البخل) وبين (يفتي) و (يبقى) وبين (مقبل) و (مدبر)

<<  <   >  >>