(أ) لزيادة المبالغة في التشبيه: كما في قول الخنساء ترثى أخاها صخرًا.
وإن صخرا لتأتم الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار
فقولها:(في رأسه نار): إيغال؛ لأن فيه زيادة مبالغة في التشبيه، ذلك لأن قولها:"كأنه علم" واف بالمقصود، وهو التشبيه بما يهتدى به، ولكنها لم تكتف بكون المشبه به جبلًا عاليًا ظاهرًا بل زادت على ذلك أن جعلت في رأسه نارًا لما في ذلك من زيادة الظهور والانكشاف.
(ب) وكتحقيق التشبيه: أي: بيان التساوى بين الطرفين في وجه الشبه، كما في قول امرئ القيس:
كأن عيون الوحش حول خبائنا ... وأرحلنا الجزع الذي لم يثقب
والجزع: الخرز اليماني الذي فيه سواد وبياض، شبه به الشاعر عيون الوحش ولما كانت عيون الوحش لا ثقوب بها كانت أكثر شبها بالخرز الذي لم يثقب ولهذا زاد الشاعر قوله:(لم يثقب) ليتحقق التشابه الكامل بين الطرفين.
(جـ) ولزيادة الحث والترغيب: كما في قول الله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [يس: ٢٠، ٢١]، فقوله:{وَهُمْ مُهْتَدُونَ} إيغال، لأن المعنى يتم بدونه، إذ أن الرسل مهتدون قطعًا، فذكره تصريح بما هو معلوم، إلا أن في التصريح بوصف الاهتداء ما يحفزهم أشد الحفز إلى اتباعهم والترغيب فيهم.
(٦) التذييل: وهو تعقيب الجملة بجملة أخرى لا محل لها من الإعراب دالة على معنى الأولى بالفحوى لقصد التأكيد والتقوية، وهو نوعان:
(أ) نوع يجري مجرى المثل: بأن يقصد بالجملة الثانية حكم كلي منفصل عما قبله جار مجرى الأمثال في الاستقلال بنفسه؛ كما في قوله تعالى:{ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ}[سبأ: ١٧]؛ إذا أريد مطلق الجزاء، لا جزاء خاص