للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللام فيها للتعليل؛ والتقدير: فعل الله سبحانه ما فعل من كسر قوة أهل الكفر مع وفرتهم وإظهار المسلمين عليهم مع قتلهم ليحق الحق ويبطل الباطل.

ومنه قول أبي الطيب المتنبي:

أتى الزمان بنوه في شبيبئه ... فسرهم وأتيناه على الهرم

ومعناه أن من قبلنا أدركوا الزمان في نضارته وغضارته؛ فأدركوا ما أملوا ونحن أدركناه في شيخوخته وهرمه؛ فما رأينا منه خيرًا.

والشاهد فيه قوله: وأتيناه على الهر؛ حيث حذف الجملة المسببة عن المذكورة وهي قوله: فساءنا.

ب- أن تكون سببًا لمسبب مذكور: كما في قوله تعالى: {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ} [البقرة: ٥٤].

أي: فامتثلتم؛ فتاب عليكم.

ومنه قول الله تعالى: {فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ} [البقرة: ٦٠]؛ أي: فضرب بها؛ فانفجرت.

جـ- ألا تكون مسببة عن شيء ولا سببًا لشيء؛ كما في قوله تعالى: {فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} [الذاريات: ٤٨]؛ فقد حذفت فيه جملة تقديرها: هم نحن أو: نحن هم على قول من يجعل المخصوص مبتدأ حذف خبره؛ أو على قول من يجعله خبرًا حذف مبتدؤه.

١١ - ما يكون أكثر من جملة: كقوله تعالى: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى} [البقرة: ٧٣] ومنه قوله تعالى: {اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (٢٨) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ} [النمل: ٢٨، ٢٩] وتقدير المحذوفات هكذا: فأخذ الكتاب وذهب به، فلما ألقاه إلى بلقيس وقرأته قالت: يا أيها الملأ .. إلخ.

[الإطناب]

هو "تأدية المعنى بعبارة زائدة عليه"؛ بأن يعبر عنه بأكثر مما وضع لأجزائه مطابقة؛ على أن يكون الزائد لفائدة، فإن لم يكن لفائدة؛ فلا يخلو الحال من أحد أمرين:

<<  <   >  >>