للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو نوعان:

[أولهما: (أن يستثنى من صفة مدح منقية عن الشيء صفة ذم بتقدير دخولها فيها)]

كقولك: (فلان لا خير فيه إلا أنه يسيء إلى من يحسن إليه) فقد نفيت الخير من فلان، وهذه صفة ذم، ثم استثنيت بعد هذا النفي صفة ذم أخرى وهي أنه يسيء إلى من يحسن إليه؛ فجاء ذما بعد ذم؛ فتأكد الذم الأول.

ولهذا فإنه يجري فيه ما يجري في الضرب الأول من أنه كدعوى الشيء ببينة وأنه ذم على ذم وأن به خداعًا لفظيًا ينبه السامع وينشط ذهنه لاستقبال ما يذم به.

وثانيهما: (أن يثبت للشيء صفة ذم، ويعقبها بأداة استثناء تليها صفة ذم أخرى، كقولك: (فلان فاسق إلا أنه جاهل).

ويجرى فيه ما يجري في نظريه من تأكيد المدح بما يشبه الذم.

* * * *

<<  <   >  >>