الإحياء - وداخل في جنسه، ثم استعير الإحياء لجمع المال بالصوارم والقنا، ثم اشتق منه: تحيي، بمعنى: تجمع له المال، على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية.
(أ) ومثالها في الفعل باعتبار صيغته قول الله تعالى: (ونَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الجَنَّةِ)[الأعراف: ٥٠] لم يقل: وينادي، مع أن النداء سيكون في الدار الأخرة، ولكنه عبر بصيغة الماضي تجوزا.
وإجراء الاستعارة فيه أن يقال: شبه النداء في المستقبل بالنداء في الماضي كما في قوله تعالى - حكاية لقول إبراهيم عليه السلام لابنه إسماعيل -: (إنِّي أَرَى فِي المَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ)[الصافات: ١,٢] لم يقل: "إني رأيت في المنام" مع أن الرؤية قد وقعت في الماضي، لكنه عبر عن الماضي بصورة المضارع تجوزاً.
وإجراء الاستعارات فيه أن تقول: شبهت الرؤية في الماضي بالرؤية في الحال، لاستحضار الصورة العجيبة، وهي صورة ذبح إبراهيم عليه السلام لابنه، ثم استعير لفظ الرؤية في الحال، للرؤية في الماضي، فصارت الرؤية الحالية، بمعنى الرؤية الماضية، ثم اشتق من الرؤية بهذا المعنى:"أرى" بمعنى "رأيت" على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية.
٢ - وأما الاستعارة في المشتق: فمثالها على اسم الفاعل قولك: "جليل أعمالك ناطق بكمالك" أي: دال عليه، ففي "ناطق" استعارة تبعية، وإجراؤها أن يقال: شبهت الدلالة بالنطق في الكشف عن الغرض في كل، ثم استعير "النطق""للدلالة" ثم اشتق من النطق بهذا المعنى: ناطق بمعنى دال على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية.
ومثالها في اسم المفعول قولك:"رفع مقتولك أمره إلى الحاكم" أي: مضروبك ضرباً شديداً وطريقة إجرائها: أن تقول: شبه الضرب الأليم بالقتل في قسوة الألم، ثم استعير القتل بمعنى: الضرب الشديد، ثم اشتق من القتل بهذا المعنى:"مقتول" بمعنى: مضروب ضرباً شديداً، على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية.