الغمر، والسيل هو فاعل الافعال، فاسم المفعول هنا بمعنى اسم الفاعل، وهو مجاز عقلي علاقته الفاعلية.
ومنه قول الله تعالى:{وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً}[الإسراء: ٤٥]؛ فمستور هنا بمعنى ساتر؛ لأن الحجاب ساتر وليس مستوراً، فاسم المفعول هنا بمعنى اسم الفاعل، وهو مجاز عقلي علاقته الفاعلية.
ومنه قول الله تعالى:{إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً}[مريم: ٦١] أي: آتيا؛ فاسم المفعول هنا وهو (مأتى) بمعنى اسم الفاعل، أي (آت). فقد أسند اسم المفعول إلى ضمير اسم الفاعل على سبيل المجاز العقلي، والعلاقة هي الفاعلية.
٢ - المفعولية وهي: أن يسند الفعل المبني للفاعل إلى المفعول به، وذلك كما في قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (٦) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} [القارعة: ٦، ٧] فالعيشة مرضية، وليست راضية، لأن الذي يرضى هو صاحب العيشة، لأن الأصل رضى الإنسان عيشته، فالعيشة مفعول به، وليست فاعلاً، فاسم الفاعل هنا بمعنى اسم المفعول، فهو من إسناد اسم الفاعل إلى ضمير اسم المفعول على سبيل المجاز العقلي، والعلاقة هي المفعولية.
وكما في قول الله تعالى:{أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آَمِناً}[القصص: ٥٧]، والحرم مأمون وليس آمناً. فقد أسند الأمن إلى الحرم، وكان حقه أن يسند إلى أهل الحرم، فآمن هنا بمعنى مأمون، فكأنه أسند اسم الفاعل إلى ضمير اسم المفعول، فهو مجاز عقلي علاقته المفعولية.
٣ - المصدرية: وهي: أن يسند الفعل إلى مصدره، كما في قولهم: شعر شاعر، فإن الشاعر هو صاحب الشعر لا الشعر، وكما في قولهم:"جد جده" إذ أسندوا الجد إلى الجد نفسه، والأصل في ذلك: شعر شاعر صاحبه، وجد صاحب الجد.
ومنه قول أبي فراس:
سيذكرني قومي إذا جد جدهم ... وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر