للقصر طرق كثيرة يؤدي بها، وقد أصطلح البلاغيون منها على ستة هل:
١ - ضمير الفصل بين المبتدأ والخبر.
٢ - تعريف ركني الإسناد.
٣ - العطف.
٤ - النفي والاستثناء.
٥ - إنما.
٦ - تقديم ما حقه التأخير.
غير أن الدراسة هنا سوف تتناول أربعة منها وهي:
أولاً: العطف وإنما قدمنا العطف لأنه أوضح دلالة على القصر من غيره وذلك للتصريح فيه بالمثبت والمنفي معاً.
ويقصد العطف هنا: ما يكون (بلا) أو (بل) أو (لكن) ذلك لأن حكم المعطوف بها يغاير حكم المعطوف عليه إثباتاً ونفياً.
والمقصور عليه في القصر (بلا) هو المقابل لما بعدها، فإذا قلت:(وائل ذكي لا غبي) كان المقصور عليه صفة الذكاء التي عطفت عليها (بلا) صفة الغباء، وإذا قلت:(طارق شجاع لا خالد) كان المقصور عليه طارق الذي عطفت عليه (بلا) خالد.
تقول في قصر الموصوف على الصفة:(الحجاج خطيب لا شاعر) فإن كان الخطاب مع من اعتقده خطيباً وشاعراً كان قصر إفراد، وإن كان مع من اعتقده شاعراً لا خطيباً كان قصر قلب، وإن كان مع من تردد في وصفه بالخطابة أو الشعر كان قصر تعيين.
وتقول في قصر الصفة على الموصوف:(أبو الطيب شاعر لا ابن العميد) فإن كان الخطاب مع اعتقد اشتراك ابن العميد مع أبي الطيب في صفة الشعر كان قصر إفراد وإن كان مع من اعتقد أن الشاعر هو ابن العميد لا أبو الطيب كان قصر قلب، وإن كان الخطاب مع من تردد بين أبي الطيب وابن العميد في صفة الشعر كان قصر تعيين.