للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وطريقة إجرائها أن تقول: شبهنا الرجل الشجاع بالأسد في الجرأة، ثم تناسبنا التشبيه وادعينا أن المشبه فرد من أفراد المشبه به داخل في جنسه، ثم استعرنا لفظ الأسد للرجل الشجاع، على سبيل الاستعارة التصريحية.

وإنما سميت هذه الاستعارة "تصريحية" لتصريح فيها بلفظ المشبه به.

[تقسيم التصريحية إلى: أصلية، وتبعية]

تنقسم الاستعارة التصريحية إلى استعارة أصلية، واستعارة تبعية:

فالاستعارة الأصلية: هي ما كان اللفظ المستعار فيها اسم جنس غير مشتق سواء أكان اسم عين "كالأسد" أو اسم معنى "كالقتل":

فاستعارة اسم العين، كقولك: "رأيت أسداً يداعب أقرانه" تريد رجلاً شجاعاً، وإجراء الاستعارة فيه أن تقول:

شبه الرجل الشجاع بالأسد بجامع الجرأة في كل منهما، ثم تنوسي التشبيه، وادعى أن الرجل الشجاع فرد من أفراد الأسد، ودخل في جنسه، ثم استعير اسم المشبه به للمشبه على سبيل الاستعارة الأصلية، لأن اللفظ المستعار، هو "أسد" اسم جنس، إذ هو يصدق على فرد من أفراد هذا الحيوان المفترس.

واستعارة اسم المعنى، كقولك: "آلمني قتل زيد أخاه" تقصد إذلاله إياه، وتقول في إجرائها:

شبهنا الإذلال بالقتل، بجامع شدة الألم في كل منهما، ثم تنوسي التشبيه وادعي أن المشبه- وهو الإذلال- داخل في جنس المشبه به- وهو القتل- وفرد من أفراده، ثم استعرنا لفظ المشبه به- وهو "القتل"- للمشبه- وهو "الإذلال"- على سبيل الاستعارة التصريحية الأصلية، لأن اللفظ المستعار- وهو "القتل"- اسم جنس معنى.

ومنه قول أبي الطيب المتنبي:

خُلقت عيوناً لو رحلت إلى الصبا ... لفارقت شيبي موجع القلب باكياً

ولكن بالفسطاط بحراً أزرته ... حياتي ونصحي الهوى والقوانيا

<<  <   >  >>