للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووجه حسن هذا القسم يعني: "التام" هو حسن الإفادة مع أن الصورة هي صورة الإعادة.

وأما الجناس غير التام: وهو ما اختلف فيه اللفظان في واحد من الوجوه الأربعة التي اشترط وجودها في الجناس التام،

[وله بحسب حالات الاختلاف أربع حالات]

[١ - الحالة الأولى: الاختلاف في نوع الحروف]

فإذا كان اللفظان مختلفين في نوع الحروف، فالجناس بينهما، إما أن يكون مضارعًا، وإما أن يكون لاحقًا.

(أ) فالمضارع: هو ما كان الحرفان اللذان وقع بينهما متقاربين في المخرج، سواء أكان في أول اللفظ، أو في وسطه، أو في نهايته، وسمي مضارعًا، لمضارعة المخالف من اللفظين لصاحبه في المخرج.

والحرفان المختلفان إما أن يكونا في الأول، كقول الحريري: بيني وبين كنى ليل دامس وطريق دامس، والدامس: شديد الظلمة، والطامس: الذي ليس فيه أثر يهتدي به.

وإما أن يكون في الوسط، كقوله تعالى: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} [الأنعام: ٢٦] فالهمزة والحاء من الحلق.

وإما أن يكون في الآخر، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة".

(ب) واللاحق: ما كان الحرفان اللذان وقع بينهما الخلاف غير متقاربين في المخرج، سواء أكانا في الأول، أو في الوسط، أو في الآخر.

وسمي لاحقًا: لأن أحد اللفظين ملحق بالآخر في الجناس.

فمثال الأول: قول الله تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} [الهمزة: ١] فالهاء واللام غير متقاربين في المخرج، لأن الهاء حلقية، واللام لسانية.

<<  <   >  >>