للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[حسن التعليل]

هو: (أن يدعي لوصف علة مناسبة له باعتبار لطيف غير حقيقي لا يدركه إلا من له بصر بالتعرف على لطائف المعاني، ودقائقها).

وإنما كان حسنًا: لأنه يظهر ما ليس واقعًا متخيلًا كأنه الواقع الحقيقي.

وقد قسموا حسن التعليل إلى أربعة أقسام:

١ - حسن التعليل للوصف الثابت الذي لا تظهر له علة في العادة. ومثاله قول أبي الطيب المتنبي:

لم تحك نائلك السحاب وإنما ... حمت به فصبيبها الرحضاء

يقول: إن السحاب لم تشابه عطاءك بغزارة مطرها، وإنما أصابتها الحمى؛ لأنها لم تجار عطاءك في غزارته؛ فما الصيب المتدفق منها إلا عرق الحمى التي أصابتها.

فنزول المطر لا يظهر له- في العادة علة- وإن كانت له علة حقيقة، ولكن الناس لا ينظرون إليها.

وكقول أبي تمام:

لا تنكري عطل الكريم من الغني ... فالسيل حرب للمكان العالي

فقد علل أبو تمام عدم إصابة الغني الكريم بالقياس على عدم إصابة السيل للمكان العالي؛ لأن الكريم لعلو قدره كالمكان العالي أو كالطود الأشم، والغني- لحاجة الناس إليه- كالسبل.

٢ - حسن التعليل للوصف الثابت الذي تظهر له- في العادة- صفة غير المذكورة، ومثاله قول أبي الطيب المتنبي- في مدح بدر بن عمار:

ما به قتل أعاديه ولكن ... ... يتقى إخلاف ما ترجو الذئاب

يعني أن ممدوحه لا يقتل أعداءه خوفًا منهم لأنهم عاجزون عنه، وإنما يقتلهم لأنه يخاف أن يخلف ما ترجوه الذئاب منه من أنهم يطعمون من قتلاء في الحرب.

<<  <   >  >>