للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(ب) وكاستمالة المخاطب لقبول الخطاب: كقوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (٣٨) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ} [غافر: ٣٨، ٣٩] فقد كرر قوله: {يَا قَوْمِ} لاستمالتهم وحملهم على قبول الرشاد.

(جـ) وكطول الكلام: كقوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل: ١١٠].

كررت {إن} واسمها لطول الكلام خشية أن يكون الذهن قد ذهل عما ذكر أولا.

ومنه قول الله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل: ١١٩].

ومنه قوله الشاعر:

وإن امرأ دامت مواثيق عهده ... على مئل هذا إنه لكريم

(د) وكتعدد المتعلق تعظيمًا لشأنه، كما في قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: ١٦] فقد ذكر الله تعالى نعمًا عديدة، وأتبع كل نعمة بهذه العبارة، إجلالًا لها وإكبارًا.

(هـ) وكقصد الاستيعاب: نحو قولك: (قرأت الكتاب بابًا بابًا، وفهمته كلمتة كلمة) فالغرض من هذا التكرار هو الدلالة على أن الكتاب قد استوعب قراءة وفهمًا بحيث لم يترك فيه باب واحد، أو كلمة في قول مروان بن أبي حفصة:

سقى الله نجدا والسلام على نجد ... ويا حبذا نجد على القرب والبعد!

(ز) وكإظهار التحسر: كما في قول الشاعر يرثي معن بن زائدة:

فيا قبر معن أنت أول حفرة ... من الأرض خطت للسماحة موضعاً

ويا قبر معن، كيف واربت جوده ... وقد كان منه البر والبحر مترعا

(٥) الإيغال: وهو في اللغة: السير السريع والإمعان فيه، وتوغل في الأرض، إذا سار فيها وأبعد وهو- في اصطلاح البلاغيين- (ختم الكلام بما يفيد نكتة، يتم المعنى بدونها) وذلك:

<<  <   >  >>