للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المبالغة]

هي: (أن يدعي لوصف بلوغه- في الشدة أو الضعف- حدًا مستحيلًا أو مستبعدًا)

[وتنقسم إلى ثلاثة أقسام]

القسم الأول: التبليغ: وهو: أن يدعي لوصف بلوغه في الشدة أو الضعف حدًا ممكنًا عقلًا وعادة؛ كقول امرئ القيس:

فعادي عداء بين ثور ونعجة ... دراكًا فلم ينضح بماء فيغل

فقد وصف الفرس بأنه أدرك ثورًا وبقرة وحشيين في مضمار واحد ولم يعرق، وهذا وصف ممكن عقلًا وعادة.

وقول أبي الطيب المتنبي:

وأصرع أي الوحش قفيته به ... وأنزل عنه مثله حين أركب

المعنى: انه يصرع بفسره بقر الوحش، ثم ينزل عنه وهو في نشاطه حين ركبه وهذا وصف ممكن عقلًا وعادة.

القسم الثاني: الإغراق: وهو (أن يدعي لوصف بلوغه في الشدة أو الضعف حدًا ممكنًا عقلًا، ولكنه مستحيل عادة).

وذلك كقول عمير بن الأيهم التغلبي:

ونكرم جارنا مادام فينا ... ... ونتبعه الكرامة حيث مالا

فقد ادعى الشاعر ان جاره لا يميل عنه إلى جهة إلا وهو يتبعه الكرامة؛ وهذا وصف ممكن عقلًا ولكنه مستحيل عادة.

وقول أبي الطيب المتنبي:

كفى بجسمي نحولًا أنني رجل ... لولا مخاطبتي إياك لم ترني!

فقد ادعى أبو الطيب أنه بلغ من الضعف والنحول إلى درجة لا يستطيع معها أحد أن يستدل عليه إلا بالكلام. وهذا وصف ممكن عقلًا ولكنه مستحيل عادة.

<<  <   >  >>