ومثال الطباق بلفظين من نوع واحد؛ وهما حرفان قول الله تعالى:{لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ}[البقرة: ٢٨٦] فقد طابق هنا بين لام الملك المؤذن بالانتفاع، وبين {على} التي للاستعلاء المؤذن بالتحمل والضرر.
وقول الشاعر:
على أنني راض بأن أحمل الهوى ... وأخلص منه لا على ولا ليا
فقد طابق هنا بين قوله (على) وقوله (ليا)؛ والمعنى أنه تحمل الهوى وقاسى منه العذاب وقد كان هذا موجبًا لمدحه لا لذمه، ولكنه مع كل هذا راض بأنه يخلص منه وليس عليه ذم ولا له مدح.
وأما الطباق بلفظين من نوعين مختلفين؛ فمثاله قول الله تعالى:{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ}[الأنعام: ١٢٢] أي: ضالا فهديناه، فقد طابق هنا بين (ميتًا) و (أحييناه) وهما من نوعين مختلفين؛ لأن {ميتًا} اسم؛ أما {أحيينا} ففعل ماض.
وقول طفيل بن عوف الغنوي:
بساهم الوجه لم تقطع بأجله ... يصان وهو ليوم الروع مبذول
فقد طابق هنا بين (يصان) و (مبذول) وهما من نوعين مختلفين؛ فالأول فعل مبني للمجهول والثاني اسم مفعول.
على أن الطباق قد يكون ظاهرًا؛ كالذي أسلفناه لك، وقد يكون خفيًا، كما في قول الله تعالى:{مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا}[نوح: ٥]؛ فقد طابق هنا بين {أُغْرِقُوا} وبين {فَأُدْخِلُوا نَارًا}.
وقول الشاعر:
مها الوحش إلا أن هاتا أوانس ... قنا الخط إلا أن تلك ذوابل
فالشاعر يمدح نسوة فيقول: هن كمها الوحش في سعة العين وسوادها وأهدابها، إلا أنهن أوانس ومها الوحش نوافر، وهن كفنا الخط في طول القد واستقامته إلا أن تلك القنا ذوابل وهذه النسوة نواضر.