سقيتني في ليل سبيه بشعرها ... شبيهة خديها بغير رقيب
فمازلت في ليلين: شعر وظلمة ... وشمسين: من خمر، ووجه حبيب
ومقاله في الجمع- قول محمد بن وهيب:
ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها ... شمس الضحى، وأبو إسحق والقمر
(٢) عطف الخاص على العام: وذلك للتنبيه على فضل الخاص، نحو قول الله تعالى:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى}[البقرة: ٢٣٨]، فقد خصت الصلاة الوسطى- وهي صلاة العصر- بالذكر، لزيادة فضلها، ونحو قوله تعالى:{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا}[القدر: ٤] فقد خص الروح- وهو جبريل عليه السلام- بالذكر تكريمًا له، وتعظيمًا لشأنه.
(٣) عطف العام على الخاص: وذلك لإفادة العموم، مع العناية بشأن الخاص كما في قوله تعالى:{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}[نوح: ٢٨]، فقد ذكر الله تعالى:{وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} وهما لفظان عامان، يدخل فيهما من ذكر قبلهما، لإفادة العموم، مع العناية بالخاص لذكره مرتين: مرة وحده ومرة مندرجًا تحت العام.
(٤) التكرير: وهو ذكر الشيء مرتين أو أكثر لداع:
(أ) كالتأكيد وتقرير المعنى في النفس، كما في قوله تعالى: {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} [التكاثر: ٣، ٤]، فبقوله:{كَلَّا} ردع عن الانهماك في الدنيا، وتنبيه إلى الخطأ في ذلك، وقوله:{سَوْفَ تَعْلَمُونَ} إنذار وتخويف، يعني: سوف تعلمون الخطأ فيما أنتم عليه إذا عاينتم ما ينتظركم من أهوال الحشر يوم القيامة.
وفي تكرير قوله:{كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} تأكيد للردع والإنذار معًا، وفي كلمة {ثُمَّ} دلالة على أن الإنذار الثاني يعلو الأول، تنزيلًا لبعد المرتبة بعد الزمان، واستعمالًا للفظ {ثُمَّ} للدلالة على التدرج في سلم الإنذار.