الأول: أن يكون الزائد غير مستعين؛ وحينئذ يكون الكلام تطويلًا لا إطنابًا كما في قول عدى بن زيد من قصيدة يخاطب فيها النعمان بن المنذر؛ يذكره فيها بأحداث الدهر، وما وقع لجذيمة الأبرش والزباء من خطوب جسام:
يريد: أنها قطعت الجلد حتى وصل القطع إلى الراهشين، وأنه وجد ما وعدت به من زواجها منه كذبًا وميتًا؛ ففيه تطويل؛ لأن الكذب والمين واحد ولا فائدة من الجمع بينهما ولم يتعين الزائد منهما.
ومثل بيت عدى قول الشاعر:
ألا حبذا هند وأرض بها هند ... وهند أتى من دونها النأى والبعد
ففي قوله:(النأى والبعد) تطويل؛ لأن اللفظين بمعنى واحد، ولا فائدة في الجمع بينهما ولم يتعين أحدهما للزيادة.
الثاني: أن يكون الزائد متغينًا، وحينئذ يكون الكلام حشوًا، وهو نوعان:
أ- مفسد للمعنى: وذلك كلفظ "الندى" في قول أبي الطيب:
ولا فصل فيها للشجاعة والندى ... وصبر الفتى لولا لقاء شعوب
والمعنى: لولا تيقن لقاء الموت ما كان هناك فضل للصفات المذكورة على أضدادها، والشاهد قوله:"والندى" فهو حشو مفسد للمعنى؛ أما أنه حشو؛ فلأنه زيادة متعينة لا فائدة منها؛ وأما أنه مفسد للمعنى: فلأن معنى البيت: إنه لا فضيلة في الدنيا للشجاعة والعطاء والصبر على الشدائد؛ على تقدير عدم الموت وهذا إنما يصلح في الشجاعة والعطار والصبر على الشدائد؛ على تقدير عدم الموت وهذا إنما يصلح في الشجاعة والصبر دون العطاء؛ لأن الإنسان إذا تيقن الخلود فإنه لا يبالي بالمغامرات، ويهون عليه اقتحام المعارك حرصًا على فضيلة الشجاعة وهذا المعنى يستوى فيه الناس جميعًا؛ فلا فضل فيه لأحد على أحد.
أما من علم أنه سيموت وهو- مع ذلك- يخوض غمار الحروب، فهذا هو البطل، والأبطال قليل؛ لاختصاصه بما لا طاقة لكل أحد عليه.